الحكمة مأخوذ من الحكمة - بفتح الكاف والميم - وهو ما يوضع للدابة كي يذللها راكبها فيمنع جماحها . ومنه اشتقت الحكمة قالوا : لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل [المصباح المنير 56 .] .
والحكمة في حقيقتها : وضع الأشياء في مواضعها .
وهذا تعريف عام يشمل الأقوال والأفعال وسائر التصرفات ، ولعلك أخي الفاضل تدرك أن الحكمة التي نرمي إلى بيانها في هذه المقالة هي الحكمة التي ينبغي أن يتصف بها القائم بالدعوة إلى الله ، ومن أجل هذا فهي غالبا ما تكون قولا في علم وموعظة أو تصرفا نحو الآخرين من أجل دفعهم إلى الخير أو صرفهم عن الشر .
وفي هذا المفهوم . يقول ابن زيد : ( كل كلمة وعظتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة ) .
وأدق من هذا قول أبي جعفر محمد بن يعقوب : ( كل صواب من القول ورث فعلا صحيحا فهو حكمة ) . وفي تعريفات الجرجاني : ( كل كلام وافق الحق فهو حكمة ) .
وفي قوله تعالى : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [سورة البقرة ، آية : 269 .] .
ربطت الآية الكريمة بين الحكمة والخير ، ووجه هذا الارتباط أن الحكمة تشمل المعاني الصائبة من السداد في القول والفعل .
وبمعنى آخر : فإن الحكمة إتقان العلم وإجراء الفعل على وفق ذلك العلم ، ومن شاء إيتاءه هذه الحكمة - أي خلقه مستعدا لذلك قابلا له ، من سلامة التفكير واعتدال القوى والطبائع - فيكون قابلا لفهم الحقائق منقادا إلى الحق إذا لاح له ، لا يصده عن ذلك هوى ولا عصبية ولا مكابرة ولا أنفة . ثم ييسر له أسباب ذلك من حضور الدعاة وسلامة البقعة من المعاندين العتاة ، فإذا انضم إلى ذلك توجهه إلى الله بأن يزيد أسبابه تيسيرا ، ويمنع عنه ما يحجب الفهم فقد كمل له التيسير .
وحينئذ يتحقق له الخير الكثير في قوله سبحانه : فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا
فالخير الكثير منجر إليه سداد الرأي والهدى الإلهي ، ومن تفاريع هذا الخير ما يتولد من قواعد الحكمة التي تعصم من الوقوع في الغلط والضلال بمقدار التوكل في فهمها واستحضار مهمها . لأنك إذا تتبعت ما يحل بالناس من المصائب تجد معظمها من جراء الجهالة والضلالة والرأي الآفن ، وبعكس ذلك فإن ما يجتنيه الناس من المنافع والملائمات مجتلب من المعارف والعلم بالحقائق ، ولو علم الناس الحق على وجهه لاجتنبوا مواقع البؤس والشقاء [التنوير والتحرير 3 / 64 .] .
يتبين من مجموع ما سبق أن الحكمة كلمة عامة تشمل الأقوال التي فيها إيقاظ للنفس ووصاية بالخير ، وإخبار بتجارب السعادة والشقاوة ، وكليات جامعة لأصول الآداب . . . فهي معرفة خالصة من شوائب الأخطاء وبقايا الجهل في تعليم الناس وتهذيبهم وتوجيههم .
والحكمة في حقيقتها : وضع الأشياء في مواضعها .
وهذا تعريف عام يشمل الأقوال والأفعال وسائر التصرفات ، ولعلك أخي الفاضل تدرك أن الحكمة التي نرمي إلى بيانها في هذه المقالة هي الحكمة التي ينبغي أن يتصف بها القائم بالدعوة إلى الله ، ومن أجل هذا فهي غالبا ما تكون قولا في علم وموعظة أو تصرفا نحو الآخرين من أجل دفعهم إلى الخير أو صرفهم عن الشر .
وفي هذا المفهوم . يقول ابن زيد : ( كل كلمة وعظتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة ) .
وأدق من هذا قول أبي جعفر محمد بن يعقوب : ( كل صواب من القول ورث فعلا صحيحا فهو حكمة ) . وفي تعريفات الجرجاني : ( كل كلام وافق الحق فهو حكمة ) .
وفي قوله تعالى : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [سورة البقرة ، آية : 269 .] .
ربطت الآية الكريمة بين الحكمة والخير ، ووجه هذا الارتباط أن الحكمة تشمل المعاني الصائبة من السداد في القول والفعل .
وبمعنى آخر : فإن الحكمة إتقان العلم وإجراء الفعل على وفق ذلك العلم ، ومن شاء إيتاءه هذه الحكمة - أي خلقه مستعدا لذلك قابلا له ، من سلامة التفكير واعتدال القوى والطبائع - فيكون قابلا لفهم الحقائق منقادا إلى الحق إذا لاح له ، لا يصده عن ذلك هوى ولا عصبية ولا مكابرة ولا أنفة . ثم ييسر له أسباب ذلك من حضور الدعاة وسلامة البقعة من المعاندين العتاة ، فإذا انضم إلى ذلك توجهه إلى الله بأن يزيد أسبابه تيسيرا ، ويمنع عنه ما يحجب الفهم فقد كمل له التيسير .
وحينئذ يتحقق له الخير الكثير في قوله سبحانه : فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا
فالخير الكثير منجر إليه سداد الرأي والهدى الإلهي ، ومن تفاريع هذا الخير ما يتولد من قواعد الحكمة التي تعصم من الوقوع في الغلط والضلال بمقدار التوكل في فهمها واستحضار مهمها . لأنك إذا تتبعت ما يحل بالناس من المصائب تجد معظمها من جراء الجهالة والضلالة والرأي الآفن ، وبعكس ذلك فإن ما يجتنيه الناس من المنافع والملائمات مجتلب من المعارف والعلم بالحقائق ، ولو علم الناس الحق على وجهه لاجتنبوا مواقع البؤس والشقاء [التنوير والتحرير 3 / 64 .] .
يتبين من مجموع ما سبق أن الحكمة كلمة عامة تشمل الأقوال التي فيها إيقاظ للنفس ووصاية بالخير ، وإخبار بتجارب السعادة والشقاوة ، وكليات جامعة لأصول الآداب . . . فهي معرفة خالصة من شوائب الأخطاء وبقايا الجهل في تعليم الناس وتهذيبهم وتوجيههم .